كتبت: سارة مجدي
عندما يُذكر هذا القول، أول ما يجول في خاطرنا هو الإنحراف للسيء؛ ولكن لو كان ذلك فقط لما وجدت التروية في اللغة؟!
فلكل شيء شقان، مثل الإنسان ما يحمل من خيرًا وشر وكذلك ما تحمله الكلمة من معنيين.
فالانحراف لغويًا: هو الإنشطار ولكن هل ذهنيًا هكذا أيضاً؟! وهل كل مَن ينحرف يأخد الشطر السيء فقط أم أن هناك مَن ينشطر عن الباطل ليتجة للحق ويضحد به الباطل؟
_فالإنخراف لا يعني فقط أن تتخذ الطريق السيء؛ ولكن يوجد إنحراف عن السيء للجيد، فالناس أنواع هناك قلوب تتقلب للحق، وهناك مَن يهوى قلبه الباطل، فينجرف وراء هواه، ليضيع معه دينه ودنياه؛ ولكن هل كل مَن ينحرف للباطل يكون برضاه أم أمر يُخضع له؟
_فهناك مَن ينحرف للباطل لجشع نفسه وطغيانه ولا يُبالي بآخرته، يَلهثُ وراء دُنيا ولا يدري أنه لن يبقىٰ ولن تبقىٰ، ولو كانت دامت لغيره لما أتت له.
_وهناك مَن ينحرف للباطل أثر ظروفًا بات مليًا يتعذب منها ولا يسمع أنينه سواه، فهناك مَن كانوا يعيشون حياة طبيعية ولا يُبالون بشيء وإذا بالدنيا تُهلكهم، تقذف عليهم بقذيفة مِن الآلام، تُلقي بداخل حياتهم كثير من الظلم والخذلان، فيتعرضون لكل ما هو مُأذي حتىٰ يقررون أن ينتقموا مِن الدنيا، ومن فيها أجميعن، فينحرفوا عن العدالة التي لم تنصفهم مِن قبل، وياخذوا الطريق الآخر ولا يبالون إن كانوا خطأ أم صواب؛ ولكن كل ما ينظرون إليه كيف يطفيؤا نار الانتقام من تلك الدنيا اللعينة فقط، ولا أعني بحديثي أنهم على حق؛ ولكن ليس خطاء عمد منهم، وإنما خطاء المغيب عن عقله تحت تأثير الخمرِ لا يرى منه شيء؛ ولكن كان عليهم أن يعلموا أن هناك مَن يرد الحقوق والمظالم، ويأخذ حق المظلوم مِن الظالم، فإن غابت عن الظالمين عدالة الأرض فإن عدالة السماء ستبقى إلى أبد الدهر، وسبحانه الذي قال (ولا تحسبن الله غافلاً عم يعمل عباده الظالمون إنما يؤخرهم إلى يوم تشخص فيه الأبصار).
_أما الشق الآخر فهم مَن نجهل دورهم في الإنحراف، هم مَن ينحرفون عن الباطل ليتجهوا للحق، هما مَن يبيعون الرخس بالغالي، من عرفوا الله حق معرفته وأقروا بما فعلوا، وندموا على ما أصروا، وجاءوا له نادمين، مدركين أنهم مخلوق من طين، قادر ذا الذي خلقهم مِن قبل مِن ماء مهين، أن يُخسف عليهم الاراضين، وأن يُنزل عليهم كسفًا مِن السماءِ تهلهكم بطغيانهم، فما كان منهم إلا أنا أستقاموا، وقالوا أتيناك طائعين فلا تردنا مخذولين، هناك مَن علموا إنها دار البوار وأن لبيك إن العيش عيش الآخرة.
“وفي النهاية أردت أن أصحح لك عزيزي القارئ أن ليست كل المفاهيم عندنا صحيحة، إنما ما خفي كان أعظم، ولكل منا شقان والكلمة معنيان”
المزيد
قصص وحكايات: “الهرم الأول في التاريخ”
قصص وحكايات “الكنز الذي بداخلك”
محمد خطاب يكتب … هُدم البيت .. وبقي الباب مفتوحاً