مجلة ايفرست الادبيةpng
...

مجلة ايفرست

مجلة ايفرست الأدبية

أنا وأنت والقمر بقلم أميرة محمد عبدالرحيم 

كنت أظنّ أن الحلم الذي جمعني بك سيبقى للأبد، حلمٌ نحن طرفاه، والقمر شاهدٌ صامت على وعدنا. كنتُ أراك فيه، فأبتسم وكأنّ العالم قد استقر في قلبي. لكن اليوم، لا أنت هنا، ولا القمر كما كان، ولا حتى أنا كما كنت. تغيّرت ملامحي، ثقل قلبي، وانطفأ ذلك البريق الذي كان يلمع في عيني كلما ذكرتك.

حتى وإن عاد القمر ليطلّ على نافذتي، فما جدواه إن لم يكن ضوؤه ينعكس في عينيك؟! ما فائدة النور إن غبت أنت؟ صرتُ جليسة وحدتي، أعدّ النجوم كما كنت أفعل ونحن معًا، لكن هذه المرة أصوات الصمت تحاصرني.

أجلس في ذلك الركن المظلم من موطنك، حيث كنا نضحك ونتبادل الأسرار، علّي أجدك في عتمتك، أو ألتقط من الهواء أثر أنفاسك. أبحث عنك في ظلال الأشياء، في همسات الليل، وفي برودة الجدار، لكن الفراغ هو من يردّ عليّ.

تعلمت أن القمر جميل، لكنه بارد، والنجوم بعيدة، وأن أجمل ما في السماء كان قربك أنت. واليوم، لا أملك إلا ذكراك، وأملك أنا، في محاولتي أن أضيء من جديد، حتى ولو كان النور باهتًا، وحتى لو كنتَ أنت الغائب الذي لا يعود.