صباح الخير أزهاري الجميلة.. 💐
أتعلمين لِمَ أحب الصباح ؟.. لأنه دومًا يمثل لي معانٍ عديدة.. فالصباح بداية جديدة.. الصباح أمل يتجدد.. الصباح نقاء وهدوء وصفاء..
ترى هل تنتظرينه مثلي بكل شوقٍ ولهفة؟!
وهل تدرين لِمَ أنتظره؟.. أنتظره ليزيح عنا آلام الأمس.. أنتظره ليمحو آثار كل التعب والهموم.. أنتظره كنبتةٍ تنتظر الغيث بلهفةٍ ليرويها فيبعث فيها الحياة من جديد..
حين تشرق الشمس، تشرق معها أحلامنا من جديد، أحلامنا التي تغفو كثيرًا وسط زحمة الأيام.
حين ننهض، نتساءل كيف مضى الأمس ! ، وندري أن الإجابة الوحيدة هي بلطف الله.
تمر علينا أوقاتٌ وأيامٌ عصيبة نتمنى لو تنتهي وتمضي.. تكون أقصى أحلامنا فيها أن ينتهي اليوم بسلام.
وها نحن نأمل من جديد أن تكون الأيام القادمة أفضل وألطف.. ها نحن نستمر ونحاول بعد ليلٍ ربما بكينا فيه من كثرة أحمالنا وضغوطنا..
وإن كان كل شيء لم يتغير بعد، ولكن يكفينا ظهور الصباح لنأمل فيه من جديد، لتحاول دموعنا أن تظل مختبئة خلف ستار أعيننا ولا تتحرر وتبتسم للصباح بكل رجاء كي يمنحنا أملًا وصبرًا نخشى أن يفارقنا.
أتعلمين الجيد في الأمر.. أننا نكتشف أننا بكل أعبائنا وأوجاعنا أقوياء بشدة.. نكتشف أن قوتنا تكمن في ضعفنا ذاته.. صبرنا وحده يكفي كقوة.. سعينا وحده هو مصدر قوة.. استمرارنا رغم كل شيء هو أكبر قوة..
نحن نعمل طوال الوقت، نقدم كل شيء لمن حولنا طوال الوقت، لا نتأخر عن جميع مسئولياتنا طوال الوقت.. نعمل ونحن متعبون بشدة، نعمل ونحن نتألم وجعًا، نعمل ونحن نبكي من ضغوطنا، نعمل ونحن بلا نوم وبلا راحة وربما بلا شهية حتى للطعام.
نحن من لا نملك رفاهية الانهيار.. نحن من لا نتوقف ولو لبعض الوقت لأجل استراحة قصيرة نُصفّي فيها أذهاننا..
نحن من يُهلكنا دوما إحساسنا بالمسئولية تجاه كل من حولنا، وكأن قوانين الكون ستختل بدوننا.
نحاول التخطي دومًا، نقاوم اليأس دومًا، نحارب الاستسلام دومًا، ونحارب الضعف دومًا.
نحن الصامتون دومًا، لا نحكي، لا نشكي، لا نتكلم، نهرب من أي حديثٍ قد يجعلنا نلتفت لداخلنا، لا نريد حتى أن نفكر في أوجاعنا، فقط نعمل في صمت.
فالعمل هو سبيلنا الوحيد للحياة، للطاقة، للعطاء، للنجاح، للإحساس بالذات، وللإحساس بالغير حين يكون صادق النية لأجل العطاء.
نحن من نُخفي دموعنا دومًا لأنفسنا فقط إن وجدنا وقتًا للبكاء، فلا بأس أن نبكي ونحن نعمل.
نتعثر دومًا ولكننا لا نسمح لأنفسنا بالسقوط.. ننهض سريعًا ونستمر رغم كل شيء..
إننا أقوياء بشدة عزيزتي.. لدرجة أننا نندهش كيف نصبر على كل ذلك ونستمر ونمضي بلا توقف.
نتعب نعم، وكثيرًا، ولكن لا نتخلى أبدًا.. لا نهرب أبدًا، إلا من أنفسنا فقط، ليس ضعفًا وإنما رغبةً في قوةٍ أكبر ، القوة التي نجدها دومًا في العطاء والعمل وفي إسعاد الآخرين.
ربما نبحث عن سعادتنا فيهم ومن خلالهم، ونكتفي بهذا الشعور صدقًا.
قلوبنا تنبض دومًا نبضات حب وصدق وعطاء وإخلاص وأمان للجميع.
نحن فاقدي الأشياء، وأحن من نعطيها.
نحن من نضحك دومًا وداخلنا ألف وجع صامت، نبتسم وخلف كل ابتسامة صرخات مكتومة.
نفتقد الأمان ونهبه للجميع بكل إخلاصٍ ووفاء وحب.
نحن مصدر قوة دومًا، ومصدر سعادة دومًا، ومصدر ثقة دومًا، ومصدر أمان دومًا.
قلوبنا الهشة ذاتها هي أقوى قلوب على وجه الأرض.. هي القلوب التي تقاتل لتفدي الجميع، تعاني لتقدم بهجةً وسعادةً للغير، تصبر وتتعب لكي تجعل كل من حولها يشعر بالراحة، تهلك لكي لا تخذل من منحها الثقة أو لجأ إليها فقط، تعطي دومًا عن طيب خاطر دون أن تنتظر مقابل.
نحن بكل ضعفنا أقوياء، بلين قلوبنا أقوياء، بصفاء نفوسنا أقوياء، بشدة صبرنا أقوياء، بابتسامتنا التي لا تزول أقوياء، بحب الجميع أقوياء، بمعية الله أقوياء.. فاللهم دومًا قوة بها نتخطى ونستمر وننهض ونحاول ونحيا في سلامٍ من جديد.






المزيد
شيء يُضاهي التلاقي، ولا شيء يُشبه نظرة الإنسان إلى الإنسان بقلم إيثار الباجوري
الحروب دمار القلوب بقلم مريم الرفاعي
لا يستحق أحد التضحية بقلم سها مراد