مجلة ايفرست الادبيةpng
...

مجلة ايفرست

مجلة ايفرست الأدبية

أزمـة نـفـس

كتبت: نوران الشوادفي

 

 

شعور الخوف من التحدث أكثر ما يحزن فِي هذِه الحياة، عندما تكون حياتك كلها قاسيةٍ ستجد أحلامك فِي متاهة الخوف من التحدث، من كثرة ما حدث فِي حياتك من آلام وأخطاء، عندما تجلس مع نفسك قليلًا ستعلم كيف تكون القسوة، كيف يكون الشعور بالذنب، كيف لك أن تعيش بلا روح، بقلبٍ ذهب مع مرور الزمن، هل هذِه الحياة التي كنت تحلم بها؟ هل هذا ما كنت تريده؟ ليست هذِه الحياة، أعلم أني في عين الجميع قاسي؛ ولكن الأيام من فعلت ذلك بي، حاولت أن أتصدى لهجماتها؛ ولكن الحياة أقوى مني، قررت أن أقوي نفسي وأدعمها؛ ولكن فرت نفسي وذهبت، هجرتني قبل أن أصل للنهاية، لم يعد بداخلها مكان لكي تتحمل أسراري، لم تتحمل ما فعلت من أخطاء، لقد هجرني الجميع أتبقى معي نفسي! لا لن تبقى، أنا من فعلت كل ذلك، أنا من ارتكبت كل تلك الأخطاء، أنا حقًا المذنبة الوحيدة هُنا، أهدرت أحلامي وأيامي، ذهب قطار نجاحي، وبات قطار آلامي، أتظنون أني سأعود بعد كل ذلك الألم! لا لن أعود، لم يعد بداخلي ما يجعلني أعود، أنا لن أتحمل أخطاء من جديد، بئر أسراري وآلامي فاض بي، لم يعد لديه مكان، سوف ينفجر عما قريب، وإن فاض ذلك الشلال المخبأ سوف تتحطم كل أمالي، سأكون قد انتهيت، سيكون العالم مهمل، سأكون هجرت تلك الحياة في ذلك الوقت، لن أستطيع النجاة إلا بحرق أسراري؛ ولكن كيف ستحرق وهي لا تعد ولا تحصي؟ فإن كنت تقدر على قول كم عدد حبات الرمال التي في الصحراء فسوف أبوح بكل ما فِي هذا البئر المهجور، إن كنت تقدر على قول كم عدد نجوم السماء، وكم عدد قطرات المياه التي في البحر فأنا سوف أفجر ذلك البئر اللعين، تبًا للآلام، تبًا للحزن والكتمان والوحدة، لقد تحمل قلبي الكثير، فهو الآن ينزف حزنًا، ولن يستطيع أحد أن يوقف هذا الشريان، فلا أحد يستطيع أن يوقف أحزاني فقط سأعود لظلامي السرمدي، وغرفتي المليئة بالحزن، ووسادتي المليئة بنزيف القلب، وداعًا أيها العالم الخائن وأهلًا أيها العالم الحزين.